كلمة فضيلة القاضي العلامة /
محسن يحيى الحوشبي
رئيس مجلس القضاء الاعلى


بسم الله الرحمن الرحيم
يسر مجلس القضاء الأعلى أن يرحب بجميع زوار موقعه الإلكتروني، الذي يأتي انطلاقاً من رؤيتنا لتعزيز مبدأ الشفافية والتواصل الفعّال بين القضاء والمجتمع. إننا نؤمن بأن العدالة هي ركيزة أساسية لاستقرار المجتمعات، وأن تمكين الأفراد من الوصول إلى المعلومات القانونية والقضائية يسهم في ترسيخ سيادة القانون، وتعزيز الثقة في منظومة العدالة.
يؤمن مجلس القضاء الأعلى بأن العدل هو أساس استقرار المجتمعات ونهضة الأمم، وأن قضاءً مستقلاً، نزيهاً، وفعّالاً هو الضامن الأول لترسيخ سيادة القانون وحماية الحقوق والحريات. ومن هذا المنطلق، يحمل مجلس القضاء الأعلى على عاتقه مسؤولية ترسيخ قضاء مستقل، نزيه، وكفؤ يحقق العدالة الناجزة، وفقاً لأعلى المعايير القانونية والدستورية. ومن أجل تحقيق ذلك، نعمل جاهدين على تنفيذ رؤية واضحة تستند إلى الركائز التالية:
- ضمان استقلال القضاء من خلال توفير بيئة عمل عادلة تحصّن القضاة من أي تدخلات، وتدعم أداءهم المهني بحيادية ونزاهة.
- تحقيق العدالة الناجزة من خلال تطوير آليات التقاضي، تبسيط الإجراءات، وتسريع الفصل في القضايا، بما يضمن حقوق جميع الأطراف.
- تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال تطوير آليات التفتيش القضائي، وضمان نزاهة الأحكام وجودتها وفق أعلى المعايير القانونية، والتعامل بحزم مع أي تجاوزات أو انتهاكات لمبادئ العدالة.
- تحديث وتطوير النظام القضائي من خلال تطوير التشريعات والإجراءات، وضمان انسجام النظام القضائي مع متطلبات العصر كالتحول الرقمي للعدالة، ورقمنة القضايا، وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة لرفع كفاءة العمل القضائي وخدمة المواطنين بشكل أفضل.
- تمكين القضاة عبر برامج تدريب وتأهيل مستمرة، والاستفادة من التجارب القضائية المتقدمة.
- تعزيز التعاون الدولي مع المجالس والهيئات القضائية الدولية، لتبادل الخبرات، وتطوير الأداء القضائي وفقاً للمعايير الدولية.
واستجابةً للتحولات الرقمية التي يشهدها العالم، أطلق مجلس القضاء الأعلى موقعه الإلكتروني ليكون منصة تفاعلية تسهم في تسهيل الوصول إلى المعلومات القضائية، وتعزيز التواصل بين المجلس والمجتمع، وتحقيق مزيد من الشفافية في العمل القضائي.
وفي هذا الصدد، نتوجه بخالص الشكر والتقدير لقضاتنا الأجلّاء وجميع موظفي السلطة القضائية، الذين يبذلون جهوداً عظيمة لترسيخ مبادئ العدالة، وتحقيق سيادة القانون، وخدمة المجتمع بكل تفانٍ وإخلاص. إن دورهم المحوري هو دعامة أساسية في بناء دولة القانون والمؤسسات، ونحن نعتز بعطائهم المستمر وجهودهم الدؤوبة في أداء هذه الرسالة السامية.
إن تحقيق العدالة ليس مجرد التزام قانوني، بل هو أمانة عظيمة ورسالة سامية نتحملها بكل إخلاص وحياد، واضعين نصب أعيننا أن العدالة الناجزة هي السبيل إلى ترسيخ الثقة بين المواطن والدولة.
ونسأل الله العون والتوفيق في أداء هذه الأمانة، وأن يكون القضاء في خدمة العدل والمجتمع، وفقاً لمبادئ الحق وسيادة القانون.
رئيــس مجلـس القضـاء الأعلـى
القاضـي. محسـن يحيـي طالـب